حان الوقت لكسر الصمت في أمريكا

نيويورك تايمز: حان الوقت لكسر الصمت في أمريكا عن ظلم الفلسطينيين

  • نيويورك تايمز: حان الوقت لكسر الصمت في أمريكا عن ظلم الفلسطينيين
  • نيويورك تايمز: حان الوقت لكسر الصمت في أمريكا عن ظلم الفلسطينيين

اخرى قبل 5 سنة

نيويورك تايمز: حان الوقت لكسر الصمت في أمريكا عن ظلم الفلسطينيين

انتقدت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، السياسات الإسرائيلية ضد فلسطين، وذلك في مقال بعنوان “حان وقت كسر الصمت حول فلسطين”.

في مقال تحت عنوان “حان الوقت لكسر الصمت عن فلسطين” كتبت ميشيل ألكسندر الناشطة في مجال الحقوق المدنية والمعلقة في صحيفة “نيويورك تايمز” قالت فيه إن داعية الحقوق المدنية المعروف مارتن لوثر كينغ تحدث بشجاعة عن الحرب في فيتنام. ويجب علينا عمل نفس الأمر والتحدث عن أكبر ظلم تاريخي في زمننا.

وقالت فيه “في 4 نيسان (إبريل) 1967 أي قبل عام من اغتياله تقدم المبجل الدكتور مارتن لوثر كينغ إلى منصة كنيسة ريفر سايد في مانهاتن. وكانت في حينه الولايات المتحدة تشن حربا في فيتنام وقتل فيها الالاف من بينهم 10 الاف جندي أمريكي. ودعمت المؤسسة السياسية من اليمين إلى اليسار الحرب وكان في فيتنام 400.000 جندي أمريكي حياتهم في خطر”. وحثه الكثير من حلفاء مارتن لوثر الإلتزام بالصمت وإن انتقد الحرب فبلطف. وكانوا يعرفون أنه لو قال الحقيقة حول الحرب فسيصنف كشيوعي ويعاني من الإنتقام ويؤدي لردات فعل سلبية وينفر منه الداعمين ويهدد التقدم الهش الذي حققته حركة الحقوق المدنية. ورفض كينيغ النصيحة التي لم يشك في صدقها وقال: جئت الليلة إلى بيت العبادة الرائع هذا لأن ضميري لم يترك لي أي خيار”.

واستشهد بكلام القساوسة والناس العاديين القلقين بشان فيتنام وقال: ” يأتي وقت يصبح فيه الصمت خيانة” و”قد حان هذا الوقت لنا بالنسبة لفيتنام”. وكان موقفا فرديا كلفه الكثير ولكنه وضع مثالا عما يطلب منا لحماية القيم العميقة في وقت الأزمة حتى لو كان الصمت يخدم مصالحنا الشخصية ومجتمعاتنا والقضايا التي نعتز بها. وهو “الأمر الذي جعلني أعيد النظر في المبررات والتفكير العقلاني الذي جعلني صامتة على أهم التحديات الأخلاقية في وقتنا: أزمة إسرائيل- فلسطين”.

وتضيف إنها لم تكن وحيدة في موقفها هذا، فحتى وقت طويل ظل الكونغرس بكامله صامتا على انتهاكات حقوق الإنسان والكابوس الذي تكشف في الاراضي الفلسطينية المحتلة.

وقالت إن النواب الذي انتخبوا عملوا في مناخ سياسي يسيطر فيه اللوبي المؤيد لإسرائيل على السلطة والذي قام بتخفيف وحرف أي نزاع لدولة إسرائيل حتى بعدما أصبحت جريئة في احتلالها للفلسطينيين وتبنت أساليب تذكر بالفصل العنصري في جنوب أفريقيا وقوانين جيم كرو للفصل في الولايات المتحدة.

وتضيف أن الناشطين في مجال حقوق الإنسان والمنظمات ظلت صامتة ليس لأنها ليست متعاطفة مع الشعب الفلسطيني بل ولخوفها من خسارة التمويل واتهام معاداة السامية. وتخشى كما فعلت الكاتبة من تأثر عملها في مجال تحقيق العدالة الإجتماعية ويتم تشويهها من خلال حملات مغرضة.

 

وبنفس السياق يخشى الكثير من الطلاب دعم أو التعبير عن دعم الحقوق الفلسطينية بسبب الأساليب المكارثية التي تقوم بها جماعات مثل “كارني ميشن” التي تقوم بإضافة اسم أي شخص يدعو لمقاطعة إسرائيل على قوائم سوداء بشكل يضع حياته العملية ومستقبله في خطر.

وتقول إن قراءة خطاب مارتن لوثر كينيغ بعد 50 عاما من إلقائه في كنيسة ريفر سايد لم يجعل لها مجالا إلا الحديث والدفاع عن الحقوق المهضومة مهما كانت المخاطر وتعقيدات القضايا.

وقال كينغ عندما تحدث في فيتنام: “عندما تكون الموضوعات التي نتعامل معها محيرة كما هو الحال وفي هذا الصراع المروع” فعلينا أن لا نتسمر أمام هذا الواقع “وعلينا التحدث بصراحة وبكل تواضع يتناسب مع رؤيتنا المحددة ولكن يجب أن نتحدث”.

وتضيف أن الطريقة التي يجب فيها علينا تشريف كلام كينيغ ورسالته هو شجب أفعال إسرائيل وانتهاكاتها الصارخة للقانون الدولي واستمرار احتلال الضفة الغربية والقدس الشرقية وغزة. بالإضافة لهدم البيوت ومصادرة الأراضي ويجب أن نصرخ شجبا للطريقة التي تتم فيها معاملة الفلسطينيين على نقاط التفتيش والتفتيش الروتيني لبيوتهم والقيود على حرية الحركة والحرمان من المساكن والطعام والتعليم والمياه.

وتقول” يجب علينا عدم التسامح مع رفض إسرائيل لمناقشة حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى بيوتهم كما نصت قرارات الأمم المتحدة. ويجب علينا مساءلة دعم الحكومة الأمريكية لعدد من الأعمال العدوانية والاف الضحايا المدنيين في غزة وكذا 38 مليار دولار تعهدت الحكومة الأمريكية بتقديمها دعما إلى إسرائيل”.

ويجب الحديث بجرأة واقتناع عن التمييز الممارس ضد العرب داخل إسرائيل والنظام المدعم بخمسين قانونا حسب مركز عدالة، المركز القانوني لحقوق الأقلية العربية في إسرائيل. مثل قانون الدولة القومية، الذي يحفظ حق تقرير المصير لليهود ويحرمه على العرب الذين يشكلون نسبة 21% من عدد السكان.

وتناقش أنه من الصعب معرفة موقف كينغ من النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني خاصة ان مواقفه من النزاع ظلت متناقضة ومعقدة. ففي الوقت الذي شجبت فيه لجنة الطلبة لتنسيق اللاعنف أفعال إسرائيل إلا أن كينغ عانى من نزاع داخلي. ومثل قادة السود دعم كينغ اليهود الاوروبيين الذين رأى أنهم مضطهدون وحقهم بدولة. وكانوا حلفاء حقيقيين في حركة الحقوق المدنية. وقرر إلغاء حجه للأرض المقدسة عام 1967 بعد احتلال إسرائيل للضفة الغربية. وقال في مكالمة مع مستشاريه حول الزيارة “أعتقد أنني لو ذهبت فكل العالم العربي وأفريقيا وآسيا سيرون أنني اصادق على كل شيء تفعله إسرائيل”. وظل يدعم حق إسرائيل بالوجود ولكنه حثها على الإنسحاب من الأراضي التي احتلتها لتحقيق السلام وتجنب مفاقمة النزاع. وتقول إن كينغ لم يكن ليرض وهو داعية اللاعنف لما حدث بعد عام 1967.

فنحن اليوم قد نتكهن عما كان سيعمله كينغ. إلا أنه لو اتيحت له الفرصة لدراسة النزاع كما فعل في فيتنام فسيكون موقفه كما يرى روبن كيلي واضحا “ومعارضة لا تتوانى للعنف والإستعمار والعنصرية والعسكرة بشكل جعله ناقدا واضحا لسياسات إسرائيل الحالية”. ولربما غير موقفه مثل الحاخام براين وولت الذي آمن بالصهيونية وحق اليهود ببناء دولة تكون مركزا لليهود وثقافتهم لكن إقامته في الأراضي المحتلة تغير. فبعد 20 زيارة للضفة الغربية وغزة ومشاهدة المصادرة والهدم وبناء المستوطنات توصل إلى أن هذه الممارسات ليست مارقة بل وتحظى بدعم من المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.

سلطت الكاتبة الضوء على تزايد عدد الأشخاص الذين ينتمون إلى أديان وخلفيات متباينة، والذين تحدثوا عن القضية الفلسطينية بجرأة وشجاعة أكبر. وقد دعمت منظمات أمريكية على غرار منظمة “إف نوت ناو” الشباب الأمريكيين اليهود، الذين كانوا يصارعون من أجل كسر حاجز الصمت القاتل بشأن مسألة الاحتلال، كما انضمت مئات الجماعات العلمانية والدينية إلى الحملة الأمريكية للدفاع عن حقوق الفلسطينيين.

وفي ظل هذه التطورات، يبدو أن العهد الذي يتم فيه التغاضي عن الانتقادات الموجهة للصهيونية وأعمال السلطة الإسرائيلية، واعتبار هذا الأمر معاداة للسامية، على وشك الانتهاء. فقد ظهر فهم متزايد لحقيقة أن انتقاد سياسات وممارسات الحكومة الإسرائيلية لا يعني بالضرورة معاداة اليهود.

وأضافت الكاتبة أن أشخاصا على غرار القس والدكتور، ويليام جاي باربر، يتولون قيادة الحركات التي تتعهد بمكافحة معاداة السامية والتضامن الدائم مع الشعب الفلسطيني، الذي يصارع بدوره من أجل البقاء في ظل وطأة الاحتلال الإسرائيلي. وقد أعلن جاي باربر في خطاب ألقاه السنة الماضية، أنه لا يمكننا لنا الحديث عن العدالة دون معالجة مسألة تهجير الشعوب الأصلية من أراضيها، علاوة على العنصرية الممنهجة والقمع الذي تمارسه الحكومة الإسرائيلية.

وأردف جاي باربر، قائلا: “أحاول أن يكون كلامي واضحا قدر الإمكان، إن إنسانية وكرامة أي شخص أو شعب لا يمكنها، بأي شكل من الأشكال، أن تعيق إنسانية وكرامة شخص أو شعب آخر. يكمن التمسك بصورة الله في الإقرار بأن الطفل الفلسطيني يعد على نفس القدر من الأهمية تماما مثل الطفل اليهودي”.

وأضافت الكاتبة إلى أن الجماعات الدينية اتخذت مجموعة من الإجراءات الأخلاقية ضد ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، على غرار استثناء صندوق المعاشات ومكافآت التقاعد التابع للكنيسة الميثودية، البنوك الإسرائيلية التي تخالف قروضها المخصصة لبناء مستوطنات، القانون الدولي، من صندوق المعاشات. كما أصدرت كنيسة المسيح المتحدة في السنة الماضية، قرارا يدعو إلى تصفية ومقاطعة الشركات التي تستفيد من الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.

وبينت أنه حتى بالنسبة للكونغرس، فإن هناك رياح تغيير تلوح في الأفق. فقد دعمت العضوتان في مجلس النواب الأمريكي، إلهان عمر ورشيدة طليب، الممثلتان عن الحزب الديمقراطي في كل من مينيسوتا وميشيغان، حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات، بصفة علنية. وفي سنة 2017، اقترحت الممثلة عن الحزب الديمقراطي بمينيسوتا، بيتي ماكولوم، مشروع قانون يضمن عدم تخصيص أي مساعدات عسكرية أمريكية لدعم احتجاز الفلسطينيين القصر في السجون العسكرية الإسرائيلية.

وقالت إن مؤسسة “بيرمينغهام لحقوق الإنسان” في ولاية ألاباما، وتحت وطأة الضغط من قبل فئات من المجتمع اليهودي قامت بإلغاء تكريم أيقونة الحقوق المدنية، آنجيلا ديفيس، التي تعد من أشد المنتقدين للممارسات الإسرائيلية في حق الفلسطينيين. وقد ترتب على هذه الخطوة نتائج عكسية، إذ لجأ أكاديميون وناشطون إلى تعبئة الحشود خلال 48 ساعة كرد فعل على هذا القرار.

وفي الختام، أبدت الكاتبة إعجابها بموقف مدينة برمنغهام المتمثل في دفاعها الحماسي عن تضامن آنجيلا ديفيس مع الشعب الفلسطيني، محيلة إلى أن ضميرها يملي عليها التحدث بشجاعة وإيمان أكبر عن المظالم التي تحدث على الأراضي الفلسطينية، لاسيما تلك التي تمولها الحكومة الأمريكية.

 

التعليقات على خبر: نيويورك تايمز: حان الوقت لكسر الصمت في أمريكا عن ظلم الفلسطينيين

حمل التطبيق الأن